الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية اعلاميون يعكسون الهجوم على بن حديد: تصريحات صبيانية ولامسؤولة تخلّف تعاطفا مع الارهاب

نشر في  08 أكتوبر 2014  (11:38)

أثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها نصر الدين بن حديد الى برنامج «لمن يجرؤ فقط» على قناة الحوار التونسي ضجة اعلامية، حيث اعتبر البعض ان ما تفوّه به بن حديد لا علاقة له بحرية التعبير ومن شأنه ان يمس بالأمن الوطني. ويذكر ان بن حديد اعترف في هذا البرنامج بعلاقة الصداقة التي تجمعه بالارهابي أبو عياض، حيث قال: «تشرفني صداقة أبو عياض، أقولها على الملء وليسمع من يسمع من الأمنيين والسياسيين ورجال المخابرات داخل تونس وخارجها». وأضاف بن حديد أن: «الاتهامات الموجهة لأبو عياض لم يحسم فيها القضاء بعد وعلى القضاء ان يدينه». وللإشارة فإن نصر الدين بن حديد كان أول من أجرى حديثا مع أبو عياض زعيم تيار أنصار الشريعة المحظور.

ويذكر ان النيابة العمومية استدعت أمس الثلاثاء الإعلامي نصر الدين بن حديد للمثول أمام مساعد وكيل الجمهورية. ونظرا لخطورة ما جاء على لسان الاعلامي نصر الدين بن حديد، اتصلت اخبار الجمهورية بمجموعة من الاعلاميين لاخذ آرائهم مما جاء على لسان بن حديد... هذا وقد قررت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري إيقاف بث برنامج لمن يجرؤ فقط  لصاحبه سمير الوافي على قناة الحوار التونسي لمدة شهر بسبب ما اعتبرته تمجيدا للإرهاب. 

سلوى الشرفي: «تصريحات صبيانية ولامسؤولة»

اعتبرت مديرة معهد الصحافة وعلوم الأخبار سلوى الشرفي أن تصريح الاعلامي نصر الدين بن حديد خلق صدمة في الأوساط الاعلامية، وذلك على خلفية تصريحه بتشرفه بصداقة زعيم تنظيم أنصار الشريعة أبو عياض المصنف كارهابي.
وقالت الشرفي ان ما تعرفه عن بن حديد انه يحب الاستفزاز وقد تجلى ذلك من خلال حضوره التلفزي الذي انتهز فيه هذا الاخير الفرصة ليحدث ضجة اعلامية مقصودة.
وقالت الشرفي إنّ ما جاء على لسان بن حديد عبارة عن بلاغة خاوية مضيفة «أتمنى أن لا نعطيها حق قدرها» خصوصا وأنها صدرت عن شخص قد يعاني من خلل عقلي على حد قولها. وفي ذات السياق أضافت مديرة معهد الصحافة وعلوم الإخبار ان ما وصفته بالتصريحات الصبيانية واللامسؤولة من اعلامي يمكن أن تخلق في ذهن المتلقي تأويلات خاطئة مما قد يسمح بتبييض صورة الارهاب او الجريمة، كما نوهت الشرفي بأن الاعلاميين اتفقوا على ان مدح الارهاب ورعايته ليس بوجهة نظر.

يوسف الوسلاتي: «الكلام قد يخلّف تعاطفا مع الارهابي ابو عياض»

من جهته أكد عضو نقابة الصحافيين يوسف الوسلاتي أن ما صدر عن الاعلامي نصر الدين بن حديد خلال برنامج لمن يجرؤ فقط من شأنه أن يخلق تعاطفا مع الارهابي أبو عياض وهو الذي يعتبر مسؤولا عن قتل جنودنا. وأشار الوسلاتي الى ان مثل هذه التصريحات لم ينطق بها صاحبها عن الهوى ولا تعد زلة لسان فالاعتذار غير كاف ولا يجب أن تمر مرور الكرام، مؤكدا أنه يجب أن يقع استجوابه من قبل السلط القضائية وأن يؤخذ كلامه على محمل الجد.

مكي هلال: «بن حديد لم يكن شيئا قبل ان تقدّمه قناة التونسية إلى الناس»

أما الاعلامي في «بي بي سي» البريطانية مكي هلال فاشار في تدوينة على صفحته بالفايسبوك ان من يتشرف بصداقة الإرهابيين والقتلة ومن يهدد التونسيين فهو إرهابي مضيفا ان بن حديد لم يكن شيئا قبل ان تقدّمه قناة التونسية للناس. كما أضاف هلال أن بن حديد لو قالها في الجزائر (البلد الذي نشأ فيه) لكانت ردة فعلهم عنيفة وهم يعرفون معنى عشرية كاملة من القتل والإرهاب ومعنى تمجيده على حد تعبيره.

الاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي: هذا تحد مطلق للسلطة القضائية والحكومة ووزارة الداخلية

طالب الإتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي السلطات التونسية باتخاذ جميع الإجراءات القانونية تجاه الاعلامي نصر الدين بن حديد، على خلفية تعبيره عن اعتزازه بصداقته لسيف الله بن حسين، المكنى بأبي عياض الذي وصفه الإتحاد في بيان له بـالإرهابي. كما عبر الاتحاد عن استيائه الشديد من هذه التصريحات التي بثت مساء الأحد الفارط خلال البرنامج التلفزي «لمن يجرؤ فقط» على القناة الخاصة «الحوار التونسي» واعتبرها تحديا مطلقا للسلطة القضائية والحكومة ووزارة الداخلية في تصنيف ما يسمى بـأنصار الشريعة تنظيما إرهابيا وفق حجج دامغة لا يرقى إليها الشك كالتورط في قتل الجنود والأمنيين».. وأضاف إتحاد نقابات قوات الأمن التونسي في بيانه أن هذا الخطاب (في إشارة إلى تصريحات بن حديد) «يمس من الأمن القومي وسيادة البلاد».

بن حديد يعتذر

من جهة أخرى نشير الى ان نصر الدين بن حديد اعتذر في وقت لاحق عما صدر عنه من تصريحات لم يفهم البعض معناها حيث كتب:»أودّ التوجه بشديد الاعتذار لمن فهم كلامي البارحة على قناة التونسيّة صورة في أي شكل كان لتبييض الإرهاب أو الدفاع عنه أو تمييعه أو حتّى الحطّ من مخاطره، فقط أردت أن أبدي موقفا يفصل العلاقة المهنيّة عن الموقف الانساني البسيط، ومن ثمّة يأتي الجميع سواسية أمام القانون، مهما كان المقام وعلت الدرجة، ولذلك أجدّد شديد اعتذاري لمن فهم كلامي بعيدًا أو خارج بعده البشري المباشر.
كذلك أؤكد أنّ ما دفعني لمثل هذا التصرّف هو ما يجدّ في البلد من استهتار بأرواح الناس سواء على مستوى افلات المجرمين من العقاب عن جرائم العهد السابق أو زمن الثورة، ومن ثمّة ما يميّز هذه الجريمة عن تلك الجريمة، خاصّة أمام الصمت المريب والسكوت الملفت للنظر تجاه تصريحات (وليس تقديرات كمثل حالي) أدلى بها مسؤولون يتولون مهاما أمنية ويتقلدون أدوارا أولى، سواء السيّد الصحبي الجويني أو الشيخ فريد الباجي. أختم بقولي بل حلمي وأملي، أن يفتح تصريحي ملفّ الإرهاب على مصراعيه لنعرف ما الذي يفعله هذا ويأتيه ذاك، لينال الكلّ عقابه خارج أبواق النفخ في المزامير وجوقة الحفر في المياه الآسنة».

سمير الوافي: «انا خارج التهم والمسؤولية»

وقصد معرفة رأي الاعلامي سمير الوافي مما سببه برنامجه «لمن يجرؤ فقط» من فرقعة اعلامية اثر استضافة نصر الدين بن حديد، كان لنا اتصال بالوافي الذي لم يمهلنا الوقت الكافي لاكمال طرح السؤال عليه حيث هاج وماج واتهمنا بفبركة وتلفيق التهم له ومحاولة اقحامه في مواضيع هو بريء منها، وبقولنا انه كان بامكانه حذف ذلك الجزء الذي قد يسبب مجرد فرقعة اعلامية لا غير اجابنا: «انا لا اصنصر حصصي، فانا خارج التهم والمسؤولية يتحملها نصر الدين قانونيا وأخلاقيا اما بخصوصي فانا لم اصمت وعارضته بقوة وحملته المسؤولية، اثناء التصوير».
وختم الوافي كلامه بقوله: «يزي من التهم متاع المتخلفين». بدورنا نقول للوافي اننا كنا بصدد اخذ رأيه مما قيل وليس لدينا الوقت الكافي لفبركة التهم لشخصه، فكما تدين تدان يا وافي، وكفاك رفضا للنقد فانت لست معصوما من الخطأ.


نضال الصيد وسناء الماجري